وقفة مع النفسوقفة مع النفس
تمسك بدين الله *
( تَنَـامُ عَلَى ذَنْبٍ وَتَصْحُوْ عَلَى ذَنْبِ ) ** وَسِرْتَ مَـعَ الأَهْـوَاءِ جَنْبًـا إِلَى جَنْبِ
وَتَرْكَبُ مُهْـرَالشَّـرِّ وَالْجَهْلِ وَالْخَنَـا ** ( وَتَقْطَعُ دَرْبَ الْمُهْلِكَاتِ بِلا رَهْـبِ )
( وَتَشْغَـلُ بِالأَهْـوَاءِ عُمْـرَكَ غَافِلاً ) ** كَأَنَّـكَ دَهْمَـاءُ السَّفَاهَـةِ وَالْحَـرْبِ
فَكَمْ عِبَـرٍ مَـرَّتْ وَكَـمْ عِظَـةٍ أَتَتْ ** ( وَمَا زِلْتَ مخْتَالاً بِذَاتِـكَ ذَا عُجْـبِ )
( لَبِسْتَ ثِيَـابَ الْعِلْمِ ثُـمَّ اتَّخَذْتَهَا ) ** سَبِيْلاً إِلَى التَّضْلِيْلِ يَـا سَـوْءَةَ الْعُرْبِ
وَكَـمْ نُـذُرٍ هَبَّـتْ إِلَيْـكَ جَعَلْتَهَـا ** ( هُزُؤاً وَضَيَّعْتَ النَّفَائِسَ فِـي اللِّعْبِ )
( وَسِرْتَ وَرَاءَ الْوَهْمِ تَلْهَثُ بَاحِثًـا ) ** وَهَلْ يَرْتَـوِي الْعَطْشَانُ بِالْقَفْزِ وَالْـوَثْبِ
إِلَى مَ سَتَبْقَى بَيْنَ وَهْمِـكَ بَـاحِـثًـا ** ( عَنِ المالِ وَالجاهِ الْمُؤَثَّـلِ وَالْكَسْبِ )
( وَهَا أَنْتَ لاَ مَـالٌ يَقِيْكَ مَصَـارِعَ ) ** الْخُطُـوْبِ وَلاَ عَهْـدٌ وَثِيْقٌ مَـعَ الرَّبِّ
وَهَـاأَنْتَ مَجْهُوْلُ الْمَكَانِ عَلَى مَـدَى ** ( الزَّمَانِ وَلاَ جَاهٌ فَيَـاحَسْرَةَ الْقَلْـبِ )
( أَمَا آنَ أَنْ تَبْكِي الدِّمَـاءَ مَدَامِعًـا ) ** وَتَخْشَـعَ لِلْمَوْلَـى وَتَفْـرَحَ بِالْقُـرْبِ
وَتَسْجُـدَ إِجْـلاَلاً لِـرَبِّكَ خَـاشِعًـا ** ( وَتُرْسِـلَ آهَـاتِ النَّدَامَةِ وَالأَوْبِ )
( أَيَـا صَاحِبَ الْجُرْمِ الْعَظِيْمِ أَمَا تَرَى ) ** حَبِيْبًـا تَوَارَى أَوْ عَزِيْـزًا إِلَى التُّـرْبِ
فَلَـوْ كُنْتَ بِالْعَيْنِ الْبَصِيْـرَةِ مُبْصِـرًا ** ( سُيُوْفَ المنَايَا لاَ تَكِـلُّ مِـنَ الْقَضْبِ )
( فَكَمْ غَافِلٍ أَمْسَى عَلَى الذَّنْبِ عَاكِفًا ) ** وَلَمْ يَرْتَدِعْ يَا صَاحِ عَنْ نَـزْوَةِ الذِّئْـبِ
عَلَـى مُقْلَـةِ الْعَيْنَيْنِ طَمْسُ غِشَـاوَةٍ ** ( جَهُوْلاً بِمَا قَـدْ خَبَّأَتْـهُ يَـدُ الْغَيْبِ )
( فَأَصْبَحَ مَحْمُـوْلاً عَلَى كَتِفِ الْوَرَى ) ** بِثَـوْبٍ يُغَطِّـي الـرَّأْسَ يَمْتَـدُّ لِلْكَعْبِ
وَسَـارَ بِـهِ الأَحْبَـابُ دُوْنَ تَوَقُّـفٍ ** ( يَقُـوْدُوْنَـهُ قَسْـرًا إِلَى دَرَكِ التُّرْبِ )
( أَتَرْقُبُ أَنْ تُغْتَـالَ يَـاصَاحِ بَغْتَـةً ) ** وَتَفْزَعُ عِنْدَ النَّزْعِ مِنْ شِـدَّةِ الْخَطْـبِ
فَخِنْـزَبُ مَضَّـاءٌ بِـكُـلِّ غِـوَايَـةٍ ** ( لِتَمْضِيَ مِنْ جَدْبِ الْحَيَاةِ إِلَى جَدْبِ )
( أَمِ الحشْرَوَالميْزَانَ وَالصُّحْفَ حِيْنَهَـا ) ** وَمَا خُطَّ مِنْ جُرْمٍ صَنَعْتَ وَمِـنْ رُعْـبِ
فَبِـالْعَدْلِ وَالإِنْصَـافِ يَـوْمَ نَدَامَـةٍ ** ( تَرَى سَوْءَةَ التَّفْرِيْطِ فِي الموْقِفِ الصَّعْبِ )
( أَمِ الْجِسْرَ فَوْقَ النَّارِ مُدَّوَقَـدْ بَدَتْ ) ** سَلاَسِلُهَـا تَغْتَـالُ ذَا السَّلْبِ وَالنَّهْـبِ
فَتَرْمِـيْ أُنَاسًـا فِي الْجَحِيْـمِ وَتَنْثَنِيْ ** ( خَطَـاطِيْفُهَا وَالْقَـوْمُ فِيْ لُجَّةِ الْكَرْبِ )
( أَمِ النَّارَ لاَشَيْءٌ يَقِيْ مِـنْ عَذَابِهَـا ) ** تَقَـرَّبْ إِلَى الرَّحْمَنِ بِـالْفَرْضِ وَالنَّدْبِ
فَلَـمْ ينَـفْـعِ الْمَحْـرُوْمَ أُمٌّ وَلاَ أَبٌ ** ( وَلم يَدْفَـعِ الأَصْحَابُ فِيْهَاعَنِ الصَّحْبِ )
( فَلَيْتَكَ تَصْحُوْ مِنْ سُبَاتِـكَ قَبْلَ أَنْ ) ** تَمُـوْتَ وَلَمْ تُقْلِعْ عَـنِ الْعِشْقِ وَالْحُبِّ
فَتُبْ وَارْتَدِعْ وَازْجُرْ فُـؤادَكَ قَبْـلَ أَنْ ** ( تُغَلَّـقَ أَبْـوَابُ السَّمَـاءِ عَنِ التَّوْبِ )
( وَلَيْتَكَ تَشْرِي الْبَاقِ بِالْفَانِ نَادِمًـا ) ** فَدُنْيَـاكَ طَيْفُ الزُّوْرِ وَالْغِشِّ وَالْكِـذْبِ
فَعُضَّ بَنَـانَ الْكَـفِّ وَابْـكِ بِحُرْقَـةٍ ** ( عَلَى مَا جَنَتْ كَفَّاكَ مِنْ جَـرَرِ الذَّنْبِ )
( أَلاَأَيُّهَـا الْمَغْرُوْرُ يَكْفِيْكَ مَـامَضَى ) ** فَقَدْ غُصْتَ فيْ لَهْوٍ وَفي المنْتَدَى الـرَّحْبِ
وَنَادَى مُنَـادِ الْهَدْمِ فِي الْغَضِّ يَنْـذَوِيْ ** ( فَقَـدْ عُقِدَتْ فِيْ الرَّأْسِ أَلْوِيَةُ الشَّيْبِ )
( تَمَسَّكْ بِدِيْـنِ اللهِ وَالْـزَمْ مُـرَادَهُ ) ** وَدَاوِمْ عَلَى التَّسْبِيْـحِ وَالْمَنْهَـلِ الْعَذْبِ
وَصَلِّ عَلَى طـه الْمُشَفَّـعِ فِي الْـوَرَى ** ( وَأَقْبِلْ عَلَى الطَّاعَاتِ في الزَّمَنِ الخصْبِ )
( وَفِرَّ إِلَى الْمَوْلَى الْكَرِيْمِ وَلُـذْ بِـهِ ) ** فَتَنْجُـوْ إِذَا أَخْلَصْتَ مِنْ وَطْـأَةِ الضَّرْبِ
وَصُبَّ دُمُوْعَ الْخَـوْفِ مِمَّـا اقْتَرَفْتَـهُ ** ( لِيَغْفِرَ مَا أَحْدَثْتَ فِيْ سَالِـفِ الدَّرْبِ )
( وَدَعْكَ مِنَ التَّسْوِيْـفِ إِنَّ حِبَالَـهُ ) ** سُمُوْمُ الأَذَى وَالضُّرِّ مَجْهُوْلَـةَ الطِّـبِّ
وَإِنَّ سُمُوْمَ الْيَأْسِ وَالضَّعْـفِ وَالْـوَنَى ** ( لَتَقْصُرُحِيْنَ الْبَأْسِ إِنْ كُنْتَ ذَا لُـبِّ )